الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٧ صباحاً

اليمن الجديد في عيون العالم

عادل معزب
الجمعة ، ٢٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
اليمن منذ القدم لها تاريخها الذي سجله القران الكريم على لسان الملكة سبأ " ما كنت قاطعة امرأ حتى تشهدون " فكانت الشورى نموذجا وتاريخا يفتخر به كل يمني حر ، فهما حاول البعض أن يقف عائقا مشوشا تاريخ اليمن القديم والحديث ، فسيكون مصيره الفشل الذريع ، فاليمن أرضا وإنسانا بما يمتلك من الحكمة اليمانية والصبر والتفاني من العيش الكريم في جو من الحرية والعدالة والمساواة وهو ما جعل اليمنيون يخرجون عن بكرة أبيهم رجالا ونساء وشباب إلى صناديق الاقتراع ليشاركوا في انتخاب رئيس اليمن الجديد المشير عبدربه هادي ، وقد تحقق ما لم يكن يتصور البعض من أصحاب النفوس المريضة الذي كانوا متشائمين من يوم الاقتراع وكانو يريدون إيقاف الاقتراع في بعض المحافظات الشمالية والجنوبية لكنهم باءو بالفشل الذريع وظهر حجمهم ومع وجود الرصاص خرج أبناء صعده والجنوب ليصوتوا بنسبه فاقت المتوقع رغم تلك المؤامرة من بقايا النظام في عدن مع تسرب أموال من رجال أعمال يمنين ومن جهة إيرانية تحاول زعزعة امن اليمن الجديد ، وللأسف لم يدركوا أن الشعب اليمني أصيل ولدية القدرة على تفويت الفرصة لكل من تسول له نفسه في تمزيقه سواء كان في صعده ا وفى الجنوب ، فقد أظهرت صناديق الاقتراع استفتاء واضح من الجميع بأن الوحدة هي مصدر عزتنا جميعا وقوتنا ومن لدية اى قضية فإنها على طاولة الحوار في إطار الوحدة المباركة ، فقد انتهى زمن الفرقة والشتات وانتهت مسرحية الزعيم التي كان يدير اليمن وفق المتناقضات ، ما جعل العالم ينظر نظرة مغايرة لما أحدثه الواقع بأن اليمن شعب أصيل وحضارة عريقة وحكمة لا تضاهى ووحده محفورة في ذاكرة الأجيال وقد كان للثورة السلمية الفضل بعد الله في إظهار اليمن بهذه الصورة المشرفة والحضارية في ساحات الحرية والتغيير .

فهنيئا للرئيس هادى هذا الفوز الكبير ونيل ثقة الشعب فهو ليس تنصيبا لهادى فحسب بل هو استفتاء للوحدة والرغبة التاريخية ليكون اليمن موحدا ، والذي إن دل على شي فإنما يدل على القناعة الكبيرة لدى أبناء اليمن بطي الصفحة الماضية ما فيها والبدء بتحقيق ما تبقى من أهداف الثورة السلمية اليمنية وفى الحقيقة حق كل يمني أن يفتخر بهذا الانجاز وان كان في الطريق كما قال بن عمر لا يزال شائكا حتى يتحقق حلم اليمنيين ، فالثورة التي أجبرت صالح على التنحي هي الثورة التي ستستمر حتى تحقيق باقي أهدافها وفق الطرق السلمية النموذجية التي أيدها أحرار العالم واخوننا العرب وشهدوا لها بالتفوق الكبير والتي أصبحت أنموذجا يحتذي به في طريق الثورات العربية .

ولقد مثل يوم انتخاب المشير هادى في كل المحافظات محطة تاريخية في حياة اليمنيين وذلك كونها أسهمت في تدشين يوم اليمن الجديد برئيس جديد وبمشاركة كل الأطياف السياسية والمستقلين ومن كان محبا لوطنه ، أما من قاطعوا الانتخابات بطريقة سلمية فلهم التقدير أيضا وهم قليل لكن ما أزعج الكثير من اليمنيين والعالم تلك المؤامرة لاستخدام السلاح والتصدي لمن يريد أن يدلى بصوته كأسلوب ترهيب وتخويف كما حصل في بعض مديرات صعده وبعض مديرات الجنوب وهذا وضح الوجهة الحقيقي لما يسمي بالحراك وحركة الحوثى التي تريد أن تكون شريكا سياسيا وهم لا يدركون معنى السياسة ولا كيفية المقاطعة للانتخابات ومع ذلك ظهر حجمهم الغير طبيعي لأنهم كانوا مدعومين من بقايا النظام في صعده وعدن ولو لم يكن لهم دعما لوجستيا من إيران للحوثي وللحراك المسلح من بقايا صالح لما حصل اى مشكلة تعترض صناديق الانتخابات ولخرج اليمنيون عن بكرة أبيهم بنسبة تتجاوز 8% ونحن إلى الآن نلاحظ أنها قد تجاوزت التوقعات في النجاح والتميز وهذا دليل على الرغبة لدى الجميع للانتقال إلى بناء اليمن الجديد برئيس جديد.