الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٤ مساءً

أصدقاء اليمن و المبادرة الخليجية !!!

عادل معزب
الأحد ، ٢٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
مرت المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية بنجاح وتنفس اليمنيون الصعداء منتظرين الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية وفق الروح الوطنية التي تجعل اليمن وبناءه فوق كل الأشخاص والولاءات الضيقة التي قد تعمل على إدخال اليمن في جدل واسع يتحمل ضريبته الشعب اليمني بشكل عام وإعادة الأوضاع إلى المربع الأول من التوتر ، لذلك ما حدث خلال الأيام الماضية من تدخلات في أعمال الرئاسة والحكومة والهجوم على شباب الثورة في الساحات واستفزاهم ، وما حصل في محافظة أبين من قتل لأبناء الجيش في تلك المجزرة البشعة التي نفذتها القاعدة و التي راح ضحيتها أكثر من 100 واسر فيها العشرات تنبئ عن تواطأ واضح من قبل عائلة صالح والتي لا تريد لليمن أن يتعافى ويخرج من عنق الزجاجة التي أوصلوه إليها لم تركوا الشعب يحكم نفسه بنفسه من خلال رئيسة الشرعي عبدربه منصور هادى ، الذي مضى على تنصيبه رئيسا لليمن ما يقرب من شهرين ولم تيخذ قرارات جريئة وفق المبادرة الخليجية لاعادة هيكلة الجيش على اسس وطنية ، ليكون جيش الشعب لا جيش العائلة يحركونة متى شاءوا ويغلقون الشوارع والطرقات بتلك الصورة التي لا تبشر بخير في الأيام القادمة ، بالرغم من أن قيادة أنصار الثورة والجيش الحر في اليمن مستعدون لاعادة الهيكلة وذلك من اجل الانتقال إلى الحوار الوطني الشامل والمصالحة التي ينتظرها الجميع ، وما يقوله الشارع اليوم أن ما يحدث في اليمن هو بسبب تلك الحصانة التي حصل عليها صالح ، وهو الآن يظن أن معه صكوك الغفران ،ليفعل ما يشاء ، كما انه لم يستوعب أن اليمن في مرحلة جديدة ورئيس جديد وعليه كما أراد أن يكون خروجه مشرفا إن يستمر في تطبيق المبادرة الخليجية وفق آلياتها ، مالم فالثورة باقية في اقوي عزتها لازالت تراوح مكانها في الساحات بل وازدادت توهجا وزخما بمؤيديها ، وبإمكانها إذا لم تحقق المبادرة الخليجية أهدافها أن تقوم بإسقاط الحصانة وتقديم كل المتورطين في قتل الشباب إلى المحاكمة ، والعمل على تحقيق تحقيق كامل الأهداف التي خرجوا من اجلها وبحماية الجيش المؤيد للثورة ومجلس القبائل اليمنية التي ساندت الثورة من أول لحظه ، مالم يتدارك الرئيس هادى وحكومة الوفاق وأحرار المؤتمر الشعبي العام وقيادة المشترك والمستقلين والشباب خطر تدهور الاتفاق لا قدر الله ، لاشك سيكون هناك تضحية لكن في الأخير ستكون نهاية مؤلمة لصالح ، وكأنة لم يستفيد مما سبق لأصدقائه ، أما عجلة التغيير فلا يمكن إن ترجع إلى الوراء مهما توقفت في بعض المحطات لبعض الوقت لنزع الأشواك وتعبيد الطريق بالطرق السياسية لكنها في الأخير ستقتلع كل الأشواك والألغام مهما كانت .

لذلك لابد من الدول الراعية للمبادرة الخليجية أن تقوم بمسئوليتها تجاه اليمن وان تقف في وجه من يحاول أن يجهض المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية والتي وثق بها اليمنيون على أنها إحدى الطرق المؤدية إلى تلبية طموحات الشعب اليمني التواق إلى التغيير ، لكن ما يلاحظ اعتقاد بعض الولاءات لصالح انه هو الوطن وهو المؤتمر وهو الرئيس وهو الحكومة وهو الكل في الكل عندهم فيقفون في مواقف غريبة ضد إخوانهم في حكومة الوفاق محاولين وضع المشاكل والعصي في طريق نجاح الحكومة بدون الاستشعار بان الكل على ظهر سفينة واحدة ان أرادوا خرقها فستغرق بالجميع ، وهؤلاء القلة هم صناعة نظام الأزمات السابق فهم لا يملكون قرارات شخصية و وطنية تخدم الوضع الحالي ولا يحملون هم المواطن والوطن ما يهم هو تلقى الأوامر من زعيمهم السابق مهما كانت مغايرة للواقع الحالي لم يستطيعوا ان يتحرروا من العبودية لحاكم سابق ، بل يزيدون من وضع المعاناة إمام الشعب بغرض أن طلبوا التغيير وهذا نتيجته ، فيهددون الأمن والاستقرار، وإظهار الأزمات في الكهرباء والمواد البترولية ، وكأنها سياسة ممنهجة لقهر الشعب بسبب موقفه وإظهار اليمن أمام الخارج بان المشاكل متفاقمة والقاعدة تسيطر يوما يوم على مديرات جديدة ، بالإضافة إلى الصفقات السرية بين جماعة الحوثي وعائلة صالح ، ناهيك عن أنصار الشريعة التي تدار من خلف الستار ومع ذلك اليمن لا يمكن أن يستقر وصالح موجود فيه ، وذلك بسبب غطرسة الزعامة وجنون العظمة والسلطة التي تجذرت ويصعب على أي شخص كان سواء في الخارج أو الداخل أن يقنعه بذلك ، ولا يوجد حل إلا من خلال التوافق بين الجميع أحرار المؤتمر والمشترك والشباب والشارع المستقل والحوثي والحراك الجنوبي وكل الغيورين على هذا الوطن لتفويت الفرصة على من يريد إدخال اليمن في مالا يحمد عقباه ، فكلنا يمنيين واليمن يتسع الجميع وليتشارك الجميع في بناءه بدلا من الوقوف مع من يريد هدمه ، وهذا لن يتحقق إلا بإصلاح بيتنا اليمني من الداخل وتوافقنا فيما بيننا والوقف بحزم وشدة ضد من يريد زعزعة امن الوطن واستقراره والالتزام بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن كخارطة طريق لخروج سفينة الوطن إلى بر الأمان وهذا يحتم على الدول الراعية للمبادرة أن تواصل عملها مع أصدقاء اليمن في مراقبة تنفيذها ومساعدة اليمن بشتى الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.