الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥١ مساءً

قلبي على وطني

محمد علي وهان
السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
الأوطان لا تبنى بالمزايدات أو التفنن في صياغة الخطب الرنانة وأساليب الشتم والتجريح التي تنفث الأحقاد بين أبنائه أو بأساليب التنظير الأجوف الذي لا طائل من ورائه
وما يبني الأوطان هو العمل الخلاق والتفاني في بنائه بسواعد كل شرائحه رجالا ونساء شيوخا وشبابا.

يؤسفني وأنا أحد أبناء هذا الوطن ما يعيشه الوطن من بؤس وفقر وتخلف جعلت منه وطنا كسيحا يكابد أبناؤه الآلام والمآسي مشردين في مختلف بقاع العالم.

ليس لشحة في مواردنا أو نقص في إمكاناتنا ومشكلتنا ذاتية بالدرجة الأولى ذلك أننا ظللنا مرتهنين للماضي العتيق نندب جظنا العاثر في الظفر بكريم العيش ورغدة.

تنخر الخلافات في أوساطنا يحمل كل طرف الطرف الأخر مسئولية ما وصلنا إليه مصابون بداء الاتكالية ننتظر ما يلقى إلينا من فتات المساعدات الخارجية على حساب كرامتنا والتدخل في شئوننا.

ما دعاني لكتابة هذا المقال منشور قديم عثرت عليه في إحدى الصحف مضمونه شكوى من أحد أبناء هذا الوطن الجريح عن سوء المعاملة التي تلقاها ومعه العشرات من اليمنيين في أحد سجون السعودية.

وقد صور فيه وبأسلوب يجعل لقلب يتفطر حرقة وألما ما تلاقه هو وزملاؤه من إهانات وضرب وتعذيب على أيدي السلطات السعودية.

لا أدري إلى متى سيظل الحال على ما هو عليه من بؤس وفقر وجهل وأكاد أجزم أن الحال سيظل كذلك إن أستمر حالنا على ما هو عليه.

إن لم نشمر عن سواعدنا ونخلع ثوب الوسن الذي طال ارتداؤنا له وننسى الماضي العتيق بكل مساوئه.

هل كرامتنا مستباحة وكياننا مهدورا نتكفف الأخرين لقمة العيش مرتهنين لخلافات عقيمة أوصلتنا إلى هذا الحال ؟
بينما وطننا يزخر بالخير الوفير الذي ينتظر من يستخرج تلك خيراته بعيدا عن المكر والتحذلق والمزايدات والمهاترات التي ننام ونصحو على هرائها الفج الممقوت .