الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٥ مساءً

الحقيقة المرة

محمد علي وهان
الأحد ، ٠٥ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
من منا يستطيع اليوم أن يفخر بتقدم هذا البلد ورقيه في أي مجال من المجالات؟

إلى متى سنظل نخدع أنفسنا ونمنيها بالباطل والأوهام؟

ما السبب في هذا التخلف المطبق الذي يفترسنا؟ أهي البداوة؟ لا اعتقد أن للبداوة دور كبير في ذلك لأن العاقل يتعلم بسرعة.

أما لدينا فالعاقل يعيش في أرقى الدول المتقدمة مدة مخالطا أكبر العقول بل ومنافسا لها ولكنه عندما يعود إلى بلده الذي ينتظر منه الكثير نراه أشد سلبية من الجهلة وأكثر قذارة من الذين لا يستحمون.

الدولة عندنا لا شيء لا مدن حقيقية ولا مستشفيات راقية ولا تجارة عادلة ولا حرية ولا ديمقراطية حقيقية مجرد عساكر وكذب على العامة والنفوس
تأمل كتابات المثقفين في المواقع الإلكترونية ستلاحظ أن أغلبهم يعانون نقصا إما بسبب عدم وضع القبول لهم في الأرض بسبب سوء النوايا وإما بسبب مشاكل الحياة في هذا البلد البائس المكلوم والتي لا ينجو منها إلا كل لص مختال فخور (في الدنيا قبل الآخرة).

تأمل السياسيين ترى تناقضا في التوجهات وتغييرا للمبادئ والمعتقدات حسب جريان الرياح الحيرة تلفهم فهم بين سندان قول الحق الذي من نتائجه تهميش النظام لهم وهي نتيجة لا يتمناها من يعيش بين عابدي الأثرياء والوجهاء في الأرض اليمنية وبين مطرقة السكوت على الباطل وتغطيته بالنفاق والمداهنة طمعا في بركة (أو لعنة) الأقوياء حتى أن البعض في البرلمان لابد أن يشيد بالحكومة أولا قبل أن يبدأ في نقدها أمام الذين لا ينصتون له.

ماذا ينتظرون من ديمقراطية عوجاء يتخفى ورائها الظلم والقهر والفقر والمرض بأبشع وجوهه؟

افتح أي موقع حكومي أو قناة فضائية حكومية وسترى العجب العجاب ففي الوقت الذي تغرق فيه البلد في مشاكل لا أول لها ولا آخر نجد قناتنا الفضائية وبدلا من التركيز على معالجة قضايا البلد تنقل لنا الاحتفال السنوي بسباقات الهجن في سلطنة عمان ولا أدري أي إفلاس وصلت إليه قنواتنا الفضائية والتي أصبحت تهرب من مواجهة الواقع إلى الاهتمام بأمور لا تعنينا من قريب أو بعيد.

فما هذا العبث واللامبالاة التي تجعلنا نتيقن من أننا نعيش في بلد لا يحترم الإنسان.

هل نعيش في غابة أو صحراء قاحلة لا يتحرك فيها إلا العقارب والأجلاف ؟

ألا يخجلون من عاصمتهم القبيحة التي لا تشرف بحال من الأحوال وهي تصحو وتنام على لعلعة الرصاص وأحاديث القتل ورائحة الدم التي أزكمت الأنوف وصدعت الرؤوس ؟

ألا يخجلون من أكلهم للمال الحرام وظلمهم للعباد؟

ألا يخجلون من نفاقهم وظلمهم لغير الأقرباء؟

ألا يؤمنون بالله ويخشون عقابه؟

إلى متى هذا التسيب والكذب والإنجازات الواهية التي لا تنعكس بالرفاهية على المواطنين؟ بل بالعكس يمر المشروع تلو الآخر ولا يحس به احد..
إني لأتألم وأنا اكتب هذه العبارات فهل يحسون بشيء إذا قدر الله وقرؤها؟

ولا أظن ذلك ،،،